• 28 أيلول 2016
  • 28,113

أحاديث صحيحة في سورة البقرة وخواتيمها وآل عمران :

  • عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

"لا تجعلُوا بُيُوتكُم مقابر، إنّ الشّيطان يفرُّ من البيت الّذي تُقرأُ فيه سُورةُ البقرة".

رواه مسلم، والنسائي، والترمذي.

 

  • وعن أبي أُمامة الباهليّ - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول:

"اقرءُوا القُرآن، فإنّهُ يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه. اقرءُوا الزّهراوين: البقرة، وسُورة آل عمران، فإنّهُما يأتيان يوم القيامة كأنّهُما غمامتان - أو غيايتان - أو كأنّهُما فرقان من طيرٍ صوافّ تحاجّان عن أصحابهما. اقرءُوا سُورة البقرة، فإنّ أخذها بركةٌ، وتركها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطلةُ" قال معاوية بن سلام: بلغني أن البطلة: السحرة. رواه مسلم.

"الغيايتان" مثنى غياية - بغين معجمة، وياءين مثناتين تحت - وهي: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة، والغاشية، ونحوهما. و"فرقان": أي قطعتان.

 

  • وعن عبد الله - رضي الله عنه - قال: اقرءُوا سورة البقرة في بُيوتكم فإنّ الشيطان لا يدخلُ بيتًا يُقرأُ فيه سورةُ البقرة.

رواه الحاكم موقوفًا هكذا، وقال: صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي ، ورواه عن زائدة عن عاصم بن أبي النّجُود، عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود ، فرفعه.

قال المنذري: وهذا إسناد حسن بما تقدم، والله أعلم.

 

  • وعن النّوّاس بن سمعان - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يُؤتي بالقُرآن يوم القيامة وأهله الّذين كانُوا يعملُون به في الدُّنيا تقدُمُهُ سُورةُ البقرة وآل عمران". وضرب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أمثال ما نسيتُهن بعد، قال: "كأنّهُما غمامتان، أو ظُلّتان سوداوان بينهُما شرقٌ، أو كأنهما فرقان من طيرٍ صوافّ يُحاجّان عن صاحبهما".

رواه مسلم، والترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم: أنه يجيء ثوابُ قراءته، كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبهه من الأحاديث أنه يجيء ثوابُ قراءة القرآن، وفي حديث نواس - يعني هذا - ما يدل على ما فسروا، إذ قال: وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، ففي هذا دلالة على أنه يجيء ثواب العمل. انتهى.

"قوله بينهما شرق" هو - بفتح المعجمة، وقد تكسر، وبسكون الراء، بعدهما قاف - أي: بينهما فرق يضيء.

 

  • وعن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"إنّ الله ختم سُورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الّذين تحت العرشٍ فتعلّوهُنّ وعلّمُوهُنّ نساءكُم وأبناءكُم، فإنّهُما صلاةٌ وقُرآنٌ ودُعاءٌ".

رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري.

قال الحافظ المنذري: معاوية بن صالح لم يحتجّ به البخاري، إنما احتج به مسلم ، ورواه أبو داود في مراسيله عن جبير بن نفير.

 

  • وعن عُبيد بن عمير - رضي الله عنه - أنه قال لعائشة - رضي الله عنه -: أخبرينا بأعجب شيءٍ رأينه من رسول الله؟ قال: فسكتت، ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي. قال: "يا عائشةُ، ذريني أتعبّدُ اللّيلة لربّي".

قلت: والله إني أحبُّ قُربك، وأُحبُّ ما يسُرك. قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره، قالت: وكان جالسًا، فلم يزل يبكي - صلى الله عليه وسلم - حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى حتى بلّ الأرض، فجاء بلال يُؤذنُه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله دك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكُونُ عبدًا شكُورًا؟! لقد نزلت عليّ اللّيلة آيةٌ، ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكّر فيها!: "إنّ في خلق السّموات والأرض) الآية كُلّها".

رواه ابن حبان في صحيحه وغيره ، ونسبه ابن كثير في تفسيره أيضًا إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه، وابن أبي الدنيا. وهو عند مسلم من رواية عروة عن عائشة مقتصرًا على جزء من آخر الحديث..

وروى ابن أبي الدنيا عن سفيان يرفعه قال: "من قرأ آخر آل عمران، ولم يتفكر فيها ويله! فعدّ بأصابعه عشرًا".

والآية " إنّ في خلق السّموات والأرض " مذكورة في مكانين من القرآن الكريم : من الآية: 164 من سورة البقرة، ومن الآية: 190 من سورة آل عمران، وهي المرادة هنا، بدليل الرواية الأخرى المصرح فيها باسم السورة. والمراد: الآية وما بعدها والله أعلم .

  • {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفُلك الّتي تجري في البحر بما ينفعُ النّاس وما أنزل اللّهُ من السّماء من ماءٍ فأحيا به الأرض بعد موتها وبثّ فيها من كُلّ دابّةٍ وتصريف الرّياح والسّحاب المُسخّر بين السّماء والأرض لآياتٍ لقومٍ يعقلُون} [البقرة : 164]
  • { إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار لآياتٍ لأُولي الألباب (190) الّذين يذكُرُون اللّه قيامًا وقُعُودًا وعلى جُنُوبهم ويتفكّرُون في خلق السّماوات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلًا سُبحانك فقنا عذاب النّار (191) ربّنا إنّك من تُدخل النّار فقد أخزيتهُ وما للظّالمين من أنصارٍ (192) ربّنا إنّنا سمعنا مُناديًا يُنادي للإيمان أن آمنُوا بربّكُم فآمنّا ربّنا فاغفر لنا ذُنُوبنا وكفّر عنّا سيّئاتنا وتوفّنا مع الأبرار (193) ربّنا وآتنا ما وعدتنا على رُسُلك ولا تُخزنا يوم القيامة إنّك لا تُخلفُ الميعاد (194) فاستجاب لهُم ربُّهُم أنّي لا أُضيعُ عمل عاملٍ منكُم من ذكرٍ أو أُنثى بعضُكُم من بعضٍ فالّذين هاجرُوا وأُخرجُوا من ديارهم وأُوذُوا في سبيلي وقاتلُوا وقُتلُوا لأُكفّرنّ عنهُم سيّئاتهم ولأُدخلنّهُم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهارُ ثوابًا من عند اللّه واللّهُ عندهُ حُسنُ الثّواب (195) لا يغُرّنّك تقلُّبُ الّذين كفرُوا في البلاد (196) متاعٌ قليلٌ ثُمّ مأواهُم جهنّمُ وبئس المهادُ (197) لكن الّذين اتّقوا ربّهُم لهُم جنّاتٌ تجري من تحتها الأنهارُ خالدين فيها نُزُلًا من عند اللّه وما عند اللّه خيرٌ للأبرار (198) وإنّ من أهل الكتاب لمن يُؤمنُ باللّه وما أُنزل إليكُم وما أُنزل إليهم خاشعين للّه لا يشترُون بآيات اللّه ثمنًا قليلًا أُولئك لهُم أجرُهُم عند ربّهم إنّ اللّه سريعُ الحساب (199) يا أيُّها الّذين آمنُوا اصبرُوا وصابرُوا ورابطُوا واتّقُوا اللّه لعلّكُم تُفلحُون (200)} آل عمران
  • وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بينما جبرائيل - عليه السلام - قاعدٌ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع نقيضًا من فوقه فرفع رأسه، فقال: هذا بابٌ من السماء فتح، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أُوتيتهما لم يُؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.

رواه مسلم، والنسائي، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي.

"النّقيض" بالمعجمة: هو الصوت.

 

  • عن أبي مسعود - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلي الله عليه وسلم -:

"من قرأ بالآيتين من آخر سُورة البقرة في ليلةٍ كفتاهُ".

رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن خُزيمة.

ومعتى "كفتاهُ": أي: أجزأتاه عن قيام تلك الليلة، وقيل: كفتاه ما يكون من الآفات تلك الليلة، وقيل: كفتاه من كل شيطان فلا يقربه ليلته، وقيل: معناه: حسبُه بهما فضلًا وأجرًا، وقال ابن خزيمة في صحيحه: باب ذكر أقل ما يجزىء من القراءة في قيام الليل، ثم ذكره، وهذا ظاهر، والله أعلم.

مقالات ذات صلة :