كتبه : أ. د عبد العزيز مختار إبراهيم الأمين
القُدُسيُّ نسبة إلى "القُدس"وهو الطُّهر. قال ابن منظُور: التّقديسُ: تنزيهُ الله، والتّقديسُ التطّهيرُ والتبريكُ، وتقدّس: تطّهر. وفي التنزيل:
"ونحنُ نُسبّحُ بحمدك ونُقدّسُ لك" (سورة البقرة، آية (30).
وقال الزّجاجُ: معنى نُقدّسُ لك، أي: نُطهّرُ أنفُسنا لك.
ومن هذا قيل للسّطل (الطّستُ) "القدس" لأنه يتقدس منه. أي: يتطهر. ومنه بيت المقدس: أي البيت المُطهّر، أي المكان الذي يُتطّهر به من الذُنُوب.
ومنه رُوحُ القُدُس: أي جبريل عليه السّلام، وفي الحديث:"إنّ رُوح القُدُسُ نفث في رُوعي ... " (أخرجه الحاكم في المستدرك ، وابن حبان والبغوي ، وصححه الألباني)
يعني جبريل؛ لأنه خُلق من طهارة. وقوله (في رُوعي) أي: في خلدي ونفسي. ومعناه: أوحى إليّ .
وقال اللهُ في صفة عيسى عليه وعلى نبيّنا الصّلاةُ والسّلام:
"وأيّدناهُ برُوح القُدُس" (سورة البقرة، آية (253))، وهو جبريل، ومعناه رُوح الطهارة.
وفي الحديث "لا قُدّست أمّةٌ لا يُؤخذُ لضعيفها من قويها" (أخرجه ابن ماجه ، وحسنه البوصيري في الزوائد)
أي: لا طُهّرت .
وقال في القامُوس: القُدُسُ: الطُّهرُ اسم مصدر ... والبيت
المُقدّس، وجبريل، كرُوح القُدُس ... والقُدُّوسُ من أسماء الله تعالى ... والتّقديس التّطهير، ومنه الأرضُ المقدّسة وبيت المقدس ... وتقدّس: تطهّر .
تعريف الحديث القُدُسيّ اصطلاحاً:
وله عدة تسميات كلها لا تخرج عن مضمونها اللُّغوي، فيُسمى بالأحاديث (القُدُسية)، وبالأحاديث "الإلهية" نسبة إلى الذات الإلهية وهو الله. ويُسمى أيضاً بالأحاديث "الرّبانية" نسبة إلى الرّب عز وجل .
وقد عرّفه الحافظُ ابن حجر الهيثميّ فقال: "هو ما نُقل إلينا آحاداً عنه صلّى اللّهُ عليه وسلّم، مع إسناده عن رّبه" .
وقد عرّفه بعضُهم بقوله: "هو الحديثُ الذي يسنده النّبيُّ صلّى اللّهُ عليه وسلّم إلى الله، فيرويه النّبيُّ صلّى اللّهُ عليه وسلّم على أنه كلام الله تعالى".
وقيل هو: "ما أُضيف إلى الرّسُول صلّى اللّهُ عليه وسلّم، وأسنده إلى ربه عز وجل" ، وهذه التعريفات كلها مُتقاربة. والله أعلم.
انتهى ...