كتبه م.جلال قاوجي
عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " بلّغُوا عنّي ولو آيةً ، وحدّثُوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب عليّ مُتعمّدًا فليتبوّأ مقعدهُ من النّار " رواه الإمام البخاري ..
في الحديث النبوي أمران نبويان وتحذير ..
· الأمر النبوي الأول : هو أن نبلّغ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو آية من كتاب الله تعالى أو حديثاً نبوياً صحيحاً ، وهذا فرض عين على كل مسلم وهو أقل القليل ، وإن زاد المسلم فهو خيرٌ له ، وهذا الأمر يأتي في فضل حضّ المسلمين على الدعوة إلى الله تعالى وإلى دينه الكامل لنيل الخير العظيم الذي فيه ..
· الأمر النبوي الثاني : هو أن نُحدّث عن بني إسرائيل ولا حرج في ذلك، وكم هي عبارة "لا حرج" جميلة وتشرح الصدر ، وعند بحثي عن معنى هذه العبارة عند من فسرها من العلماء فقد جاءت معانيهم متقاربة في معنى أن النقل عن بني إسرائيل لا يأثم فيه الناقل إن كان في هذا النقل كذب من قبل اليهود ولا يتعارض مع الصحيح الذي جاء في ديننا، لأنهم هم من يكذب وليس الناقل ، ولا حرج في النقل عنهم ..
أما فهمي لهذا المعنى فيأتي بالإضافة إلى ما سبق أن بني إسرائيل قد هدُرت كرامتهم من كثرة افترائهم وكذبهم وظلمهم ، لذلك لا عجب كثرة لعنهم في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ، فهم قتلة الأنبياء ولب الشرور والفتن في الأرض على مدى الأزمان وخصوصاً في زماننا ..
· أما بالنسبة للتحذير النبوي الوارد في الحديث الشريف : فهو التحذير من الكذب على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء نقل الأحاديث النبوية عنه ، والكذب هنا هو إثبات الأحاديث المكذوبة وروايتها أو نفي الأحاديث الصحيحة والطعن والتشكيك فيها ، ومن يفعل ذلك بعلم أو بجهل فليجهّز نفسه لدخول نار جهنم ..
أما بالنسبة للسر في هذا الحديث الشريف الذي أتلمسه هو ضرورة اجتماع الأمور الثلاثة مع بعضها البعض أثناء الدعوة إلى الله تعالى ، فالخير في الدعوة إلى الله تعالى وتبليغ القرأن الكريم والأحاديث النبوية للناس من حولنا والتي يجب أن تكون مصحوبة بالتحديث عن بني إسرائيل وتفنيد كذبهم وفضحهم وفضح خططهم وشرورهم وما يتسببون به من فتن وحروب وفساد ولا حرج في ذلك ابداً ، وكل ذلك مشروطٌ بعدم الكذب على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وهذا الأمر له الأهمية القصوى في هذه الأيام ، وخصوصاً أننا اقتربنا من المعركة الفاصلة بيننا وبين اليهود بعد عودتهم بكل ما يملكون من شرور إلى الأرض المقدسة ، وهم الآن يتسببون بأعظم فتنة في تاريخ البشرية ..
كما أننا نشير إلى أن قصص بني إسرائيل وفسادهم وإفسادهم قد ذُكرت في ثلثي القرآن الكريم .. فلنتأمل ..