• 27 آذار 2018
  • 5,652

الصلاة والتسليم على سيدنا محمد فريضة وسنة وفضيلة وصفة ومحلّا (2)

ما الحكمة في خصوصية الإكثار من الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة وليلتها ؟

أجاب ابن القيم بأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سيد الأنام، ويوم الجمعة سيد الأيام، فللصلاة عليه فيه مزية ليست لغيره، مع حكمة أخرى، وهى أن كل خير نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده - صلى الله عليه وسلم - ، فجمع الله لأمته بين خيري الدنيا والآخرة، وأعظم كرامة تحصل لهم فإنها تحصل لهم يوم الجمعة، فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة، وهو يوم عيدهم في الدنيا، ويوم فيه يسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم، ولا يرد سائلهم، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده ، فمن شُكرهِ وحَمْدِهِ وأداءِ القليل من حقه - صلى الله عليه وسلم - أن يُكْثَرَ من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته.

عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُم يَوْمُ الْجُمُعُةِ: فيه خُلِقَ الله آدَمَ، وفيه النَّفْخَةٌ، وفيه الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا فيه من الصَّلاةِ عَلَىَّ، فَإنَّ صَلاتَكُم مَعْرُوضَةٌ عَلَىَّ» ، فقال رجلٌ: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ؟ - يعني بليتَ - ، فقال: «إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِياءِ» (1)

عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « أكثِروا مِن الصلاةِ عليَّ يومَ الجمعةِ، فإنَّ صلاتَكم تُعرضُ عليَّ » .(2)

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَإِنَّ صَلَاةَ أُمَّتِي تُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَمَنْ كَانَ أَكْثَرَهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً كَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً "

************************************************

(1) سنن ابن ماجه: 1/345.

(2) الحديث صحيح .

مقالات ذات صلة :