• 1 آب 2016
  • 1,812

الخمر أو المشروبات الروحية :

 

أو غيرها من أسماء (يسمونها بغير اسمها ) ...

الخمر من البلايا التي يغيب عن الكثير من المسلمين في هذا الزمان ضررها العظيم ، وخصوصاً أن الإعلام ووسائله الخبيثة ومنذ عقود طويلة جعل من قضية شرب الخمور أمراً عادياً ، فنحن نشاهد الخمر في الأفلام والمسلسلات (كما في التركية منها ) واللقاءات مع المشاهير وفي الاجتماعات الرسمية والسياسية وغيرها ..

كما أن شرب الخمر صار مجاملة عند الكثيرين ، بل هو أمر ضروري لمن هاجر إلى أوربا وبلاد الغربة ليثبت لمن حوله اندماجه معهم وأنه صاحب مرونة في هذا الأمر وغيره من أمور ..

الخمر يا أخوتي بلاء عظيم ، وهي بوابة لكل شر مستطير ، لذلك نضع بين أيديكم مجموعةً قيمة من بعض ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية في قضية الخمر ..

ولأخوتنا الذين اعتادوا على شربها ، ننصحكم بأن تجبروا أنفسكم التي تأمركم بالسوء أن تطلع على ما ورد من ترهيب عظيم بشأن الخمور ، ولا تسمحوا لها بأن تتجاوز هذا الموضوع كما تفعل معكم دائماً هي والشياطين في كل ما ينفعكم ويقربكم إلى الله تعالى ..

وأيضاً لأخوتنا الذين يقرؤون هذا الكلام ، نرجو منكم مشاركته مع أحبابكم بكل أدوات التواصل المتاحة عندكم ، فغايتنا أن نوصل النور الذي أكرمنا الله تعالى به إلى كل أخوتنا الذين يحتاجونه ، فنحن لا نيأس أمام شياطين الجن والإنس بإذن الله تعالى ، ولا نتخلى عن أخوتنا الذين وقعوا في هذه المصيبة الجلل ، وهذا الهم الذي نحمله هو همّ الأنبياء والمرسلين صلوات ربي عليهم وسلامه ، وكلما كان همّنا قريب من همهم كلما كانت مسافتنا منهم أقرب ..

ومن المؤلم أن تصلنا أخبار عن شبابنا الذين هاجروا إلى بلاد الغربة بأن الكثير منهم صار يشرب الخمور أو يتعاطى المخدرات ، وواجبنا أن نتكاتف جميعاً لإيصال المعلومات إليهم ومحاورتهم في ذلك ، فكثير منهم لا يعلمون الطريق الظلامي الأسود الذي بدؤوا يسيرون فيه ، فلعلنا نجد منهم صاحب ضمير حي يعود إلى جادة الصواب التي تفرحنا جميعاً ويرضى عنها ربنا جل وعلا ويفرح بهذه العودة أيضاً سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تُعرض عليه أعمالنا ، وما أعظم هذا الأمر من مكرمة أن تصل أسماؤنا إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأننا نحمل من بعده همّه الأعظم ..

وإلى الآيات الكريمات والأحاديث النبوية الشريفة ..

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى :

{يا أيُّها الّذين آمنُوا إنّما الخمرُ والميسرُ والأنصابُ والأزلامُ رجسٌ من عمل الشّيطان فاجتنبُوهُ لعلّكُم تُفلحُون} [المائدة : 90]

{إنّما يُريدُ الشّيطانُ أن يُوقع بينكُمُ العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصُدّكُم عن ذكر اللّه وعن الصّلاة فهل أنتُم مُنتهُون} [المائدة : 91]

 

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يزني الزّاني حين يزني وهُو مُؤمنُ، ولا يسرقُ السّارقُ حين يسرقُ وهُو مُؤمنٌ، ولا يشربُ الخمر حين يشربُها وهُو مُؤمنٌ" رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وزاد مسلم في رواية، وأبو داود بعد قوله: "ولا يشربُ الخمر حين يشربُها وهُو مُؤمنٌ، ولكنّ التّوبة معرُوضةٌ بعدُ".

وفي رواية النسائي قال: "لا يزني الزّاني وهُو مُؤمنٌ، ولا يسرقُ السّارقُ وهُو مُؤمنٌ، ولا يشربُ الخمر وهُو مُؤمنٌ - وذكر رابعةً فنسيتُها - فإذا فعل ذالك فقد خلع ربقة الإسلام من عُنُقه، فإن تاب تاب اللهُ عليه".

 

- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لعن اللهُ الخمر، وشاربها، وساقيها، ومُبتاعها، وبائعها، وعاصرها، ومُعتصرها، وحاملها، والمحمُولة إليه" رواه أبو داود، واللفظ له، وابن ماجه، وزاد "وآكل ثمنها" .

 

- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخمر عشرةً: عاصرها، ومُعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمُولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمُشتري لها، والمُشترى لهُ" رواه ابن ماجه، والترمذي، واللفظ له، وقال: حديث غريب ، وقال الحافظ المنذري: ورُواته ثقات.

 

- وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لعن اللهُ اليهُود، ثلاثاً، إنّ الله حرّم عليهمُ الشُّحُوم فباعُوها، فأكلُوا أثمانها، إنّ الله إذا حرّم على قومٍ أكل شيءٍ حرّم عليهم ثمنهُ" رواه أبو داود والإمام أحمد أيضًا وقال شاكر: إسناده صحيح.

 

- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أتاني جبريلُ فقال: يا مُحمّدُ، إنّ اللّه لعن الخمر، وعاصرها، ومُعتصرها، وشاربها، والمحمُولة إليه، وبائعها، ومُبتاعها، وساقيها، ومُسقاها" رواه أحمد بإسناد صحيح، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد ووافق الذهبي الحاكم على تصحيحه أيضًا.

 

- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ مُسكرٍ خمرٌ، وكُلُّ مُسكر حرامٌ، ومن شرب الخمر في الدُّنيا فمات وهُو يُدمنها لم يشربها في الآخرة" رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

وفي رواية لمسلم قال: "من شرب الخمر في الدُّنيا، ثُمّ لم يتُب منها حُرمها في الآخرة".

قال الخطابي، ثم البغوي في شرح السُّنّة: وفي قوله "حُرمها في الآخرة" وعيدٌ بأنه لا يدخل الجنة؛ لأن شراب أهل الجنة خمر، إلا أنهم لا يُصدّعُون عنها ولا يُنزفُون، ومن دخل الجنة لا يحرم شرابها" انتهى.

 

- وعن ابن المنكدر قال: حُدّثتُ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُدمنُ الخمر إن مات لقى الله كعابد وثنٍ". رواه أحمد هكذا، ورجالُه رجالُ الصحيح، ورواه ابن حبان في صحيحه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لقى الله مُدمن خمرٍ لقيهُ كعابد وثنٍ" .

وصححه الألباني بمجموع طرقه في سلسلة الصحيحة .

 

- وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه كان يقول: "ما أُبالي شُربت الخمرُ أو عُبدت هذه السّاريةُ دُون الله" رواه النسائي.

 

- وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثةٌ لا يدخُلُون الجنّة أبداً: الدّيُّوثُ، والرّجُلةُ من النّساء، ومُدمنُ الخمر" قالوا: يا رسول الله، أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: "الّذي لا يُبالي من دخل على أهله" قلنا: فما الرّجُلةُ من النساء؟ قال: "الّتي تشبّهُ بالرّجال" رواه الطبراني، ورُواته لا أعلم فيهم مجروحاً، وشواهده كثيرة .

 

- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجتنبُوا الخمر، فإنّها مفتاحُ كُلّ شرٍّ" رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي .

 

- وعن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن أبا بكر وعمر وناساً جلسُوا بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكروا أعظم الكبائر، فلم يكن عندهم فيها علم، فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو أساله، فأخبرني أن أعظم الكبائر شرب الخمر، فأتيتهم فأخبرتهم، فأكثروا ذلك، ووثبوا إليه جميعاً حتى أتوه في داره، فأخبرهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ ملكاً من مُلُوك بني إسرائيل أخذ رجُلًا فخيّرهُ بين أن يشرب الخمر، أو يقتُل نفساً، أو يزني، أو يأكُل لحم خنزيرٍ، أو يقتُلُوهُ؟ فاختار الخمر، وإنّهُ لمّا شرب الخمر لم يمتنع من شيءٍ أرادُوهُ منهُ" وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من أحدٍ يشربُها فتُقبل لهُ صلاةٌ أربعين ليلةً، ولا يُموتُ وفي مثانته منهُ شيءٌ إلّا حُرّمت بها عليه الجنّةُ، فإن مات في أربعين ليلةً مات ميتةً جاهليّةً" رواه الطبراني بإسناد صحيح، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم .

 

- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما حُرمت الخمرُ مشى أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعضُهم إلى بعض، وقالوا: حُرمت الخمرُ، وجُعلت عدلا للشرك". رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح  وكذا قال الهيثمي ، ورواه الحاكم أيضًا وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

 

- وعن جابر رضي الله عنه: أن رجلًا قدم من جيشان - وجيشان من اليمن - فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة، يقال له "المزرُ" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أو مُسكرٌ هُو؟ " قال: نعم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ مُسكرٍ حرامٌ، وإنّ عند الله عهداً لمن يشربُ المُسكر أن يسقيهُ من طينة الخبال". قالوا: يا رسول الله! وما طينة الخبال؟ قال: "عرقُ أهل النّار، أو عُصارةُ أهل النار" رواه مسلم، والنسائي.

 

- وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يشربُ ناسٌ من أمّتي الخمر، يُسمُّونها بغير اسمها، يُضربُ على رُءُوسهم بالمعازف والقينات ، يخسفُ اللهُ بهمُ الأرض، ويجعلُ [اللهُ] منهُمُ القردة والخنازير، رواه ابن ماجه، وابن حبان في صحيحه .

القينات: جمع قينة: وأصلها الأمة المغنية، والمراد المغنية مطلقاً حرة كانت أو أمة.

 

- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مات من أُمّتي وهُو يشربُ الخمر حرّم اللهُ عليه شُربها في الجنّة، ومن مات من أُمّتي وهُو يتحلّى الذّهب حرّم اللهُ عليه لباسه في الجنّة" رواه أحمد، والطبراني، ورواة أحمد ثقات .

 

- وعن معاوية رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من شرب الخمر فاجلدُوهُ، فإن عاد في الرّابعة فاقتُلوهُ" رواه الترمذي، وأبو داود، ولفظه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا شربُوا الخمر فاجلدُوهُم، ثُمّ إن شربُوا فاجلدوُهُم، ثُمّ إن شربُوا فاجلدُوهُم، ثُمّ إن شربُوا فاقتُلُوهُم" ورواه ابن حبان في صحيحه، بنحوه .

 

- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من شرب الخمر لم تُقبل لهُ صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه؛ فإن عاد لم تُقبل لهُ صلاةٌ أربعين صباحًا؛ فإن تاب تاب الله عليه؛ فإن عاد لم تُقبل لهُ صلاةٌ أربعين صباحًا؛ فإن تاب تاب الله عليه؛ فإن عاد في الرابعة لم تُقبل لهُ صلاةٌ أربعين صباحًا؛ فإن تاب لم يتُب الله عليه، وغضب اللهُ عليه، وسقاهُ من نهر الخبال" قيل: يا أبا عبد الرحمن! وما نهر الخبال؟ قال: "نهر يجرى من صديد أهل النّار" رواه الترمذي، وحسّنه، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد .

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة :