• 7 نيسان 2017
  • 4,025

سلسلة من نحب - الله تعالى – (4) العليّ، الأعلى، المتعال :

قال تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]، وقال تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج: 62]، وقال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى: 1]، وقال تعالى: {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} [الليل: 20]، وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالٍ} [الرعد: 9](1).

وهذه الأسماء تدلُّ على علوه المطلق بجميع الوجوه والاعتبارات:

فهو العليّ علو عظمة ومكانة، وقد استوى على العرش، وعلا على جميع الكائنات، وباينها، قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وقال تعالى في ست آيات من القرآن: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]، أي: علا وارتفع عليه علوّاً يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه.

وهو العلي علو قدر، وهو علو صفاته وعظمتها، فإنّ صفاته عظيمةٌ لا يماثلها ولا يقاربها صفة أحد، بل لا يطيق العباد أن يحيطوا بصفة واحدة من صفاته.

وهو العلي علو قهر، حيث قهر كلّ شيء، ودانت له الكائنات بأسرها، فجميع الخلق نواصيهم بيده، فلا يتحرّك منهم متحرِّك، ولا يسكن ساكن إلاّ بإذنه، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

وقد تعدّدت الشواهد على علو الله تبارك وتعالى على خلقه، حتى إنّ القرآن الكريم فيه أزيد من ألف دليل على علوِّ الله سبحانه :

 قال الله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]، وقال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} [النحل: 50].

وقال الله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة: 5]، وقال تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ( 3 ) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 3-4].

وقال الله تعالى: {لَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10].

وفي "الصّحيحين"(2) عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: "من تصدَّق بعدل تمرة من كسب طيّب، ولا يصعد إلى الله إلاّ الطّيّب؛ فإنّ الله يتقبّلها بيمينه، ثم يربّيها لصاحبها كما يربّي أحدُكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل".

والإيمان بعلو الله على خلقه يورث العبد تعظيما لله وذلاّ بين يديه، وانكساراً له، وتنزيهاً له عن النقائص والعيوب، وإخلاصاً في عبادته، وبعداً عن اتخاذ الأنداد والشّركاء، قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج: 62].

وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ﴿٢٢﴾ وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 22-23].

****

 (1) قرأ ابن كثير: "المتعالي" بياء في الوصل والوقف، وقرأ الباقون بحذفها في الحالين. انظر: "المفتاح في

(1) "السنن الكبرى" (رقم: 5906) - واللفظ له -، و"مسند البزّار" (رقم: 1091)، و"مستدرك الحاكم" (2 /

(2) "صحيح البخاريّ" (رقم: 7430) - واللفظ له -، و"صحيح مسلم" (رقم: 1014).

مقالات ذات صلة :