الإمام العلامة أبو عمرو عامر بن شراحيل الهمداني الشعبي الكوفي.
ولد سنة سبع عشرة في خلافة عمر رضي الله عنه.
وكان يقول: ما كتبتُ سوداء في بيضاء، ولا حدثني رجل بحديث قطّ إلاّ حفظته، ولا أحببتُ أن يُعيده عليّ.
روى عن خلقٍ منهم: علي، وجرير البجلي، والمغيرة بن شعبة، وأبو هريرة، والبراء بن عازب، وجابر بن سمرة، وابن عباس، رضي الله عنهم.
قال الشعبي: أدركتُ خمس مئة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عنه الجمّ الغفير والعدد الكثير، منهم: إسماعيل بن أبي خالد، وبيان بن بشر، والحكم بن عتيبة، والأعمش، وحصين بن عبد الرحمان، وعبد الله بن عون.
كان إماماً علاّمة متفنّنًاً حافظًاً متقنًاً فقيهًاً جهبذًا فصيحًاً، عالمًاً بالقرآن، ورِعاً، واسع العلم، عارفًاً بأخبار العرب وأيّامها.
وقد مرّ ابن عمر رضي الله عنهما بالشعبي وهو يُحدّث بالمغازي، فقال: لقد شهدتُ القوم، فلهو أحفظ لها وأعلم بها.
وقال مكحول: ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية من الشعبي.
وقال أبو مجلز: ما رأيت فيهم أفقه من الشعبي.
وقال الشعبي: والله ما من آية إلاّ قد سألتُ عنها، ولكنها الرواية عن الله عز وجل.
وقال ابن عيينة: كان الناس بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
وكان متثبّتًاً ناقدًاً نقيّ الشيوخ، حتى قال ابن معين: إذا حدّث الشعبي عن رجل فسمّاه؛ فهو ثقة يُحتجّ به.
ومناقب هذا الإمام وأخباره كثيرة جداً.
مات سنة أربع ومئة على المشهور، رحمه الله تعالى.
ترجمته:
في المعرفة والتاريخ 2/592-604، وتهذيب الكمال 4/27-30، ومختصر طبقات علماء الحديث 1/154-156