• 4 تموز 2016
  • 1,860

أبحاث في علم التوحيد – الجزء الأول

من كتاب: موسوعة الفقه الإسلامي

لمؤلفه: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري

 

  • معنى التوحيد:

التوحيد: هو أن يتيقن العبد ويقر أن الله واحد لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.

ومعناه:

أن يعلم العبد ويتيقن ويقر أن الله واحد لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

فيتيقن ويقر أن الله وحده رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق وحده لا شريك له، له الخلق والأمر في الكون كله.

ويتيقن ويقر أن الله سبحانه هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له، وكل معبود سواه فهو باطل.

ويتقين ويقر أن الله جل جلاله متصف بصفات الكمال، منزه عن كل عيب ونقص، له الأسماء الحسنى، والصفات العلا {ذلكُمُ اللّهُ ربُّكُم فاعبُدُوهُ أفلا تذكّرُون (3)} [يونس:3].

 

- أركان التوحيد:

التوحيد له ثلاثة أركان:

الاعتقاد .. والقول .. والعمل ..

فلا بد أن يكون بالقلب الذي هو العلم .. ويكون باللسان الذي هو القول .. ويكون بالعمل الذي هو فعل الأوامر واجتناب النواهي.

فمن أخل بشيء من هذه الأركان لم يكن مسلماً.

فإن أقر بالتوحيد، وعمل به، فهذا مسلم حقاً.

وإن أقر بالتوحيد، ولم يعمل به، فهذا كافر معاند كفرعون، وإبليس.

وإن أقر بالتوحيد وعمل به ظاهراً، وكفر به باطناً، فهذا منافق أشر من الكافر. {ذلكُمُ اللّهُ ربُّكُم لا إله إلّا هُو خالقُ كُلّ شيءٍ فاعبُدُوهُ وهُو على كُلّ شيءٍ وكيلٌ (102)} [الأنعام:102].

 

- أقسام التوحيد:

التوحيد الذي دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب نوعان:

الأول: توحيد الربوبية.

وهو توحيد الله بأسمائه، وصفاته، وأفعاله.

فالله سبحانه واحد لا شريك له، واحد لا مثيل له في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله فأسماء الرب كلها حسنى، وصفاته كلها عليا.

فالأسماء كالحي والقيوم، والعزيز والعليم، والرحيم والحكيم، والسميع والبصير.

والصفات كالعلم والقدرة، والرحمة والحكمة، والسمع والبصر.

يفعل ما يشاء وحده .. ويحكم ما يريد وحده .. يعز من يشاء وحده .. ويذل من يشاء وحده .. ويهدي من يشاء وحده .. ويضل من يشاء وحده .. ويخلق ما يشاء وحده .. ويدبر الأمر وحده.

فهذا توحيد المعرفة والإثبات الذي يجب على كل مسلم معرفته، وعبادة الله ثمرة تلك المعرفة.

الثاني: توحيد الألوهية، ويسمى توحيد العبادة.

وهو توحيد الله وإفراده بأفعال العباد التي يفعلونها على وجه التقرب إلى الله عز وجل.

فنوحد الله ونفرده بجميع أنواع العبادة كالدعاء والصلاة، والخوف والرجاء، والتوبة والإنابة، والاستعانة والاستغاثة، والمحبة والتوكل، والنذر والنحر، وغير ذلك من أنواع العبادة، فالعبادة خالص حق الله على عباده، فلا يجوز صرف شيء منها لغيره، ومن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر.

1 - قال الله تعالى: {قُل إنّ صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين (162) لا شريك لهُ وبذلك أُمرتُ وأنا أوّلُ المُسلمين (163)} [الأنعام: 162 - 163].

2 - وقال الله تعالى: {ومن يدعُ مع اللّه إلهًا آخر لا بُرهان لهُ به فإنّما حسابُهُ عند ربّه إنّهُ لا يُفلحُ الكافرُون (117)} [المؤمنون:117].

وللحديث بقية ...

مقالات ذات صلة :