• 25 نيسان 2017
  • 9,354

من الكنوز الإسلامية - " أَقْرَبكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " :

من الكنوز الإسلامية - " أَقْرَبكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " :


 أخوتي وأحبتي السلام عليكم  :

أفضل عمل نفعله في هذه الأيام هو الخلوة مع القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة نتفكر فيهما بالكنوز الإسلامية النفيسة ونبحث عنها ونستفيد من أسرارها وأنوارها ، فقد أخفى الله تعالى رضاه في طاعته لأجل أن نجتهد في البحث والتنقيب عن هذه الكنوز التي تُدخلنا في دائرة الرضى فلا نشقى بعدها أبداً ، وكلنا نريد هذا الأمر ونرجوه من رب العزة جل في علاه ..

وبعد تفكري الطويل ببعض هذه الكنوز النورانية أحببت أن أشارككم بهذه الومضة السريعة أحبّ أمر نحب أن يكرمنا الله تعالى به وهو مقام القرب من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ..

لذلك تمعنوا أخوتي بهذه الأحاديث الثلاثة :

  • عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَجْلِسٍ: " أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا، قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَقَالَ: " أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا "

رواه الإمام أحمد في مسنده ، وابن حبان في صحيحه ، والبوصيري في اتحاف الخيرة ، وابن حجر العسقلاني في إتحاف المهرة ،والبيهقي في شعب الإيمان ، والبخاري في الأدب المفرد .

 

  • وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ، وَإِنَّ مِنْ أَقْرَبُكُمْ إِلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا "

 رواه الطبراني في المعجم الكبير ، والبهقي في شعب الإيمان بإسناد حسن .

 

  • وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، خَادِمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : "  إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ أَكْثَرُكُمْ عَلَيَّ صَلاةً فِي الدُّنْيَا "

جزء من حديث رواه البيهقي في شعب الإيمان وفضائل الأوقات وابن عساكر في تاريخ دمشق وابن منده في الفوائد وعزاه السيوطي في الحاوي للأصبهاني في الترغيب .

هذه الأحاديث الثلاثة تحكي مرتبة القرب من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وهي للمحبين العاشقين كنوزٌ حقيقية لا تُقدر بثمن ، فنحن في هذه الدنيا لم نحظى بصحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد تكون همّتنا الضعيفة لا تؤهّلنا لهذا الأمر حيث أن الكثير ممن عايش سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتوا على الكفر أو النفاق ، ومع يقيننا بحكمة الله تعالى بهذا الأمر إلا أننا كذلك نطمع بمرافقة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة التي هي مستمرة ودائمة وكاملة بعكس الحياة الدنيا ..

  • في الحديث الأول يعلمنا فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن حُسن الخلق يُدخلنا في مقام القرب والحب من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالدين جاء ليتمم مكارم الأخلاق ، والدين المعاملة ، والدين النصيحة ، وكل ذلك لا يكون إلا بالأخلاق الحميدة والحسنة ..

 

  • الحديث الثاني يتحدث أيضاً عن مقام القرب من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يتحدث عن أن ذلك لن يكون إلا لأصحاب الإيمان الكامل الذين يحبون في الله تعالى ويبغضون في الله تعالى ويعطون أو يمنعون في الله تعالى ، أي أن حياتهم كلها لله جل في علاه ولا نصيب لأنفسهم في كل عمل يقومون به ..

 

  • الحديث الثالث يتحدث أيضاُ عن مقام القرب من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهنا يشير الحديث الشريف إلى صفة ملازمة لهؤلاء الذين سيكونون في هذه المرتبة وهي أنهم ممن يكثر من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي أن الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاوزت مفهوم الذكر اللفظي عندهم ، وصارت عادة طيبة اعتادوا عليها في كل حركاتهم وسكناتهم ..

 

ومن الملفت للنظر أنني لم ألتق بشخص ذي خلق حسن فيما سبق إلا وكان كثير الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو أثناء الحديث العادي تراه كل بضع عبارات يصلي ويسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

بالنتيجة يا أخوتي فإن القرب من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا لأصحاب الخلق الحسنة كاملي الإيمان (بأن تكون كل أعمالهم لله تعالى وفي الله جل وعلا) ، وعلامة ذلك أنهم يكونون ممن يكثرون الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبولة عند الله تعالى ولو كانت رياءً ، ولا يردُّ الله تعالى دعوة لداع ٍ بين صلاتين وسلامين على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال العلماء ، ومن يصلي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الله تعالى عليه بالمغفرة والرحمة والاختصاص ، كما أن الملائكة تصلي عليه بالدعاء والثناء والذكر في الملأ الأعلى ، كما أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليه السلام ويدعو الله تعالى له ..

فهل علمتم عظيم فضل الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

والسؤال الأهم : هل يمكن أن ننال حُسْن الخلق وكمال الإيمان بكثرة الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وألا تكون الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي فقط نتيجة مترافقة مع ما سبقها لأجل الوصول إلى مقام القرب من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، بل تكون منهجية وعمل لتحقيق ذلك ؟؟

أترك لكم الجواب للتفكر ..

أخوكم جلال قاوجي

https://www.facebook.com/mjalalk

 لتحميل نسخة منسقة من الموضوع الرجاء النقر على الرابط  التالي :

 https://www.islamic-konoz.com/downloads/nearest.pdf

 

مقالات ذات صلة :