1- صحيح سيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم:
اعداد: علي شامي.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺄﻭﻝ - ﺧﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ "ﻧﺴﺒﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ":
ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎﻑ ﺑﻦ ﻗﺼﻲ ﺑﻦ ﻛﻠﺎﺏ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻟﺆﻱ ﺑﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻓﻬﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻀﺮ ﺑﻦ ﻛﻨﺎﻧﺔ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﺑﻦ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﺑﻦ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺑﻦ
ﻣﻀﺮ ﺑﻦ ﻧﺰﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺪﻧﺎﻥ ، ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ, ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻧﺴﺒﻪ:
«ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺻﻄﻔﻰ ﻛﻨﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ, ﻭﺍﺻﻄﻔﻰ ﻗﺮﻳﺸﺎ ﻣﻦ ﻛﻨﺎﻧﺔ, ﻭﺍﺻﻄﻔﻰ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ, ﻭﺍﺻﻄﻔﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ».
ﻓﻬﻮ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ, ﻭﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ, ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻠﺎﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﺎﻡ.
ﻣﻮﻟﺪﻩ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
ﻭﻟﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺑﻤﻜﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺄﻭﻝ / يوجد اختلاف بين العلماء في تحديد الشهر/ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺎﺛﻨﻴﻦ ،ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ٥٧١ﻡ .
ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
ﻭﺗﻮﻓﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، يوم الإثنين، ﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺛﻠﺎﺙ ﻭﺳﺘﻮﻥ ﺳﻨﺔ, ﻣﻨﻬﺎ: ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ, ﻭﺛﻠﺎﺙ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﺭﺳﻮﻟﺎ, ﻧﺒﺊ ﺑﺈﻗﺮﺃ, ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺑﺎﻟﻤﺪﺛﺮ, ﻭﺑﻠﺪﻩ ﻣﻜﺔ, ﻭﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ, ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺬﺍﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ, ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ, ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻋﺮﺝ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ, ﻭﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ, ﻭﺻﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﺛﻠﺎﺙ ﺳﻨﻴﻦ, ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ, ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﺃﻣﺮ ﺑﺒﻘﻴﺔ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺈﺳﻠﺎﻡ ﻣﺜﻞ:
ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ, ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ, ﻭﺍﻟﺤﺞ, ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ, ﻭﺍﻟﺄﺫﺍﻥ, ﻭﺍﻟﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ, ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺈﺳﻠﺎﻡ, ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ, ﻭﺩﻳﻨﻪ ﺑﺎﻕ
ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻳﻨﻪ, ﻟﺎ ﺧﻴﺮ ﺇﻟﺎ ﺩﻝ ﺃﻣﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ, ﻭﻟﺎ ﺷﺮ ﺇﻟﺎ ﺣﺬﺭﻫﺎ ﻣﻨﻪ, ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺄﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻟﺎ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ, ﻭﻗﺪ ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ, ﻭﺍﻓﺘﺮﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﺈﻧﺲ, ﻓﻤﻦ ﺃﻃﺎﻋﻪ
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ, ﻭﻣﻦ ﻋﺼﺎﻩ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎر.
ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮ ﻭﺍﻟﻌﻈﺎﺕ :
ﻭﺧﻠﺎﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ: ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮ ﻭﺍﻟﻌﻈﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ:
١ - ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ, ﻓﻬﻮ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﻴﺮﻫﻢ ﻧﺴﺒﺎ, ﻭﺃﺭﺟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻋﻘﻠﺎ, ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺂﺧﺮﺓ, ﻭﺃﺭﻓﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﻛﺮﺍ,
ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺄﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﺗﺒﺎﻋﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.
2 - ﺇﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ, ﻭﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ, ﻭﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺄﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ, ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ, ﻓﻠﺎ ﺧﻴﺮ ﺇﻟﺎ ﺩﻝ ﺃﻣﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ, ﻭﻟﺎ ﺷﺮ ﺇﻟﺎ ﺣﺬﺭﻫﺎ ﻣﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
ﻧﺸﺄ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺘﻴﻤﺎ ﻓﺂﻭﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ, ﻭﻋﺎﺋﻠﺎ ﻓﺄﻏﻨﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ, ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺃﻣﻪ, ﻭﺃﺭﺿﻌﺘﻪ ﺛﻮﻳﺒﺔ ﺃﻳﺎﻣﺎ، ﻭﻫﻲ ﻣﻮﻟﺎﺓ ﻟﺄﺑﻲ ﻟﻬﺐ,
ﺛﻢ ﺃﺭﺿﻌﺘﻪ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ, ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﺳﻌﺪ ﻧﺤﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻴﻦ, ﻭﺷﻖ ﻋﻦ ﻓﺆﺍﺩﻩ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ, ﻓﻌﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:
«ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺗﺎﻩ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ, ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﺼﺮﻋﻪ/ أي اضجعه على الارض/ ﻓﺸﻖ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ, ﻓﺎﺳﺘﺨﺮﺝ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﺎﺳﺘﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻘﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺣﻆ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻨﻚ, ﺛﻢ ﻏﺴﻠﻪ ﻓﻲ ﻃﺴﺖ، ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺑﻤﺎﺀ ﺯﻣﺰﻡ ﺛﻢ ﻟأﻣﻪ ، ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ, ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻪ (ﻳﻌﻨﻲ ﻇﺌﺮﻩ مرضعته).
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻗﺪ ﻗﺘﻞ, ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﻮﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺘﻘﻊ ﺍﻟﻠﻮﻥ. ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ: ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻯ ﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺨﻴﻂ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ».
ﻭﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺧﺎﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ, ﻓﺮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻪ ﺁﻣﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﻭﻫﺐ, ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ, ﺗﺰﻭﺭ ﺃﺧﻮﺍﻟﻪ, ﺛﻢ ﺭﺟﻌﺖ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻓﻤﺎﺗﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺎﻟﺄﺑﻮﺍﺀ, ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ, ﻭﻋﻤﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺖ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺛﻠﺎﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﺃﻣﻪ ﻛﻔﻠﻪ ﺟﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ, ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻴﻦ ﺗﻮﻓﻲ ﺟﺪﻩ ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻪ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ; ﻟﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ المطلب ﻓﻜﻔﻠﻪ, ﻭﺃﺣﺎﻃﻪ ﺃﺗﻢ ﺣﻴﺎﻃﺔ, ﻭﻧﺼﺮﻩ ﺣﻴﻦ ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ, ﺃﻋﺰ ﻧﺼﺮ, ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ, ﻓﺨﻔﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ, ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
«ﻫﻮ ﻓﻲ ﺿﺤﻀﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ, ﻭﻟﻮﻟﺎ ﺃﻧﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﻙ ﺍﻟﺄﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ».
ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ: «ﻟﻌﻠﻪ ﺗﻨﻔﻌﻪ ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﺿﺤﻀﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺒﻠﻎ ﻛﻌﺒﻴﻪ, ﻳﻐﻠﻲ ﻣﻨﻪ ﺩﻣﺎﻏﻪ».
ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ :
ﻭﺧﺮﺝ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ﻣﻊ ﻋﻤﻪ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺓ, ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ, ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﻟﻄﻔﻪ ﺑﻪ; ﻟﻌﺪﻡ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﺮﻛﻪ ﺑﻤﻜﺔ, ﻓﺮﺃﻯ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻤﻦ ﺧﺮﺝ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎ