• 12 تموز 2016
  • 2,792

الترغيب في الإكثار من ذكر الله تعالى والمداومة عليه :

 

 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يقُولُ اللهُ: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معهُ إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرتُهُ في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرتُهُ في ملإٍ خيرٍ منهُم، وإن تقرّب إلىّ شبراً تقرّبتُ إليه ذراعاً، وإن تقرّب إليّ ذراعاً تقرّبتُ إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيتُهُ هرولةً".

رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

 

- وعن عبد الله بن بُسرٍ - رضي الله عنه - أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثر عليّ؛ فأخبرني بشيءٍ أتشبّثُ به، قال: "لا يزالُ لسانُك رطباً من ذكر الله".

رواه الترمذي، واللفظ له، وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد .

"أتشبّث به" أي: أتعلّق به.

 

- وعن مالك بن يُخامر أن مُعاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال لهم: إن آخر كلام فارقتُ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قلت: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال:

"أن تمُوت ولسانُك رطبٌ من ذكر الله".

رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني، واللفظ له، والبزار إلا أنه قال: أخبرني بأفضل الأعمال، وأقربها إلى الله - وابن حبان في صحيحه.

 

 - وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"ألا أُنبّئُكُم بخير أعمالكُم، وأزكاها عند مليككُم، وأرفعها في درجاتكُم وخيرٍ من إنفاق الذّهب والورق، وخيرٍ لكُم من أن تلقوا عدوّكُم فتضربُوا أعناقهُم ويضربُوا أعناقكُم؟ " قالوا: بلى، قال: "ذكرُ الله".

وقال معاذ بن جبل: ما شيءٌ أنجي من عذاب الله من ذكر الله.

رواه أحمد بإسناد حسن، وابن أبي الدنيا، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم، والبيهقي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ، ورواه أحمد أيضًا من حديث معاذ بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعاً.

- وعن جابر - رضي الله عنه - رفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

"ما عمل آدميٌّ عملاً أنجي لهُ من العذاب من ذكر الله تعالى" قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهادُ في سبيل الله، إلّا أن يضرب بسيفه حتّى ينقطع".

رواه الطبراني في الصغير والأوسط ، ورجالهما رجال الصحيح.

 

 - وعن الحارث الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

"إنّ الله أوحي إلى يحيي بن زكريّا بخمس كلماتٍ أن يعمل بهنّ، ويأمُر بني إسرائيل أن يعملُوا بهنّ، فكأنّهُ أبطأ بهنّ، فأتاهُ عيسي فقال: إنّ الله أمرك بخمس كلماتٍ أن تعمل بهنّ، وتأمُر بني إسرائيل أن يعملُوا بهنّ، فإمّا أن تُخبرهُم، وإمّا أن أُخبرهُم، فقال: يا أخي لا تفعل، فإنّي أخافُ إن سبقتني بهنّ أن يُخسف بي، أو أُعذّب، قال: فجمع بني إسرائيل ببيت المقدس حتّى امتلأ المسجدُ، وقعدُوا على الشُّرُفات ثُمّ خطبهُم فقال:

إنّ الله أوحي إليّ بخمس كلماتٍ أن أعمل بهنّ، وآمُر بني إسرائيل أن يعملُوا بهنّ.

أُولاهُنّ: لا تُشركُوا بالله شيئاً، فإنّ مثل من أشرك كمثل رجُلٍ اشتري عبداً من خالص ماله بذهبٍ أو ورق ، ثُمّ أسكنهُ داراً، فقال: اعمل وارفع إليّ، فجعل يعملُ ويرفعُ إلى غير سيّده، فأيُّكُم يرضي أن يكُون عبدُهُ كذلك؟! فإنّ الله خلقكُم ورزقكُم فلا تُشركُوا به شيئاً.

وإذا قُمتُم إلى الصّلاة فلا تلتفتُوا؛ فإنّ الله يُقبلُ بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت.

وأمركُم بالصّيام، ومثلُ ذلك كمثل رجُلٍ في عصابةٍ معهُ صُرّةُ مسكٍ، كُلُّهُم يُحبُّ أن يجد ريحها، وإنّ الصّيام أطيبُ عند الله من ريح المسك، وأمركُم بالصّدقة، ومثلُ ذلك كمثل رجُلٍ أسرهُ العدُوُّ، فأوثقُوا يدهُ إلى عُنُقه، وقرّبُوهُ ليضربُوا عُنُقهُ، فجعل يقُولُ: هل لكُم أن أفدي نفسي منكُم؟ وجعل يُعطي القليل والكثير حتّى فدي نفسهُ، وأمركُم بذكر الله كثيراً، ومثلُ ذلك كمثل رجُلٍ طلبهُ العدُوُّ سراعاً في أثره، حتّي أتي حصناً حصيناً فأحرز نفسهُ فيه، وكذلك العبدُ لا ينجُو من الشّيطان إلّا بذكر الله" الحديث.

رواه الترمذي، والنسائي ببعضه، وابن خُزيمة في صحيحه واللفظ له ، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري، ومسلم ، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

و "الورق " - بكسر الراء -: الفضة، وبخاصة المضروبة. وفي القرآن: (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة).

- وعن ثوبان - رضي الله عنه - قال: لما نزلت: (والّذين يكنزُون الذّهب والفضّة) (3) قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: أنزلت في الذهب والفضة، لو علمنا أيُّ المال خيرٌ فنتخذه؟ فقال:

"أفضلُهُ لسانٌ ذاكرٌ، وقلبٌ شاكرٌ، وزوجةٌ مُؤمنةٌ تُعينُهُ على إيمانه".

رواه الترمذي، واللفظ له، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن .

 

- وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"مثلُ الّذي يذكُرُ [الله] ربّهُ، والّذي لا يذكُرُ الله، مثلُ الحيّ والميّت".

رواه البخاري، ومسلم، إلا أنه قال: مثل البيت الذي يذكر الله فيه.

 

- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في طريق مكة، فمرّ على جبل يقال له جُمدانُ، فقال:

"سيرُوا. هذا جُمدانُ، سبق المُفرّدُون".

قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "الذّاكرُون الله كثيراً".

رواه مسلم واللفظ له، والترمذي، ولفظه: يا رسول الله، وما المفرّدون؟ قال: "المُستهترُون بذكر الله، يضعُ الذّكرُ عنهُم أثقالهُم فيأتُون الله يوم القيامة خفافاً".

"المُفرّدُون": بفتح الفاء، وكسر الراء. و"المستهترون" - بفتح التاءين المثناتين فوقُ - هم المُولعُون بالذكر، المداومون عليه، لا يبالون ما قيل فيهم، ولا ما فعل بهم.

 

 - وعن مُعاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"ليس يتحسّرُ أهلُ الجنّة إلّا على ساعةٍ مرّت بهم لم يذكُرُوا الله تعالى فيها"

رواه الطبراني عن شيخه محمد بن إبراهيم الصوري، ولا يحضرني فيه جرحٌ ولا عدالة ، وبقية (رجال) إسناده ثقات معروفون، ورواه البيهقي بأسانيد أحدُها جيد.

 

مقالات ذات صلة :