روى عن بكر بن عمرو المعافري، وحميد بن زياد، وحميد بن هانئ، وخالد بن يزيد المصري، وربيعة بن يزيد ، وزُهرة بن معبد، وعقبة بن مسلم، ويزيد بن أبي حبيب، وأبي يونس سليم بن جبير، وغيرهم.
روى عنه ابن المبارك، وابن وهب، وأبو عاصم، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وعبد الله بن يحيى البُرُلُّسي، وغيرهم.
قال ابن المبارك: ما وُصف لي رجل إلا وجدته دون ما قيل، إلا حيوة بن شريح، فكانت رؤيته أكبر من صفته.
وقال أبو عبد الرحمن المقرئ: حدثنا حيوة بن شريح، وهو كندي شريف عدل ثقة رضى.
قال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة.
وقال ابن وهب: كان يأخذ عطاء في السنة ستين دينارا فلا يأتي منزله حتى يتصدق بها، ثم يجيء إلى منزله فيجدها تحت فراشه، وبلغ ذلك ابنَ عم له فتصدق بعطائه وبادر إلى تحت فراشه فلم يجد شيئا، فشكا إلى حيوة فقال: أنا أعطيت ربي بيقين، وأنت أعطيته تجربة.
وقال خالد بن الفِزْر: كان حيوة بن شريح دَعَّاءً من البكّائين، وكان ضيق الحال جدا، فجلست إليه ذات يوم وهو مُتَخَلٍّ وحده يدعو، فقلت: رحمك الله، لو دعوت الله أن يوسّع عليك في معيشتك؟ فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا، فأخذ حصاة من الأرض فقال: اللهم اجعلها ذهبا؛ فإذا هي -والله - تِبْرة في كفه، ما رأيت أحسن منها، فرمى إلي بها وقال: ما خيرٌ في الدنيا الا للآخرة.
ثم التفت إلي فقال: هو أعلم بما يصلح عباده. فقلت: ما أصنع بهذه؟ قال: استنفِقْها، فهِبْتُه والله أن أرادّه.
وقال ابن وهب: ما رأيت أحدا أشد استخفاء بعمله من حيوة، وكان يُعرف بإجابة الدعوة، وكنا نجلس إليه للفقه، وكان يقول: أبدلني الله بكم عمودا أقوم إليه أتلو كلام ربي.
توفي سنة ثمان وخمسين ومئة على الصحيح.
من مصادر ترجمته: المعرفة والتاريخ 2455، وتهذيب الكمال 2/326-327، ومختصر طبقات علماء الحديث 1/282-284.