الإمام العالم الفقيه الرباني أبو عمر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني.
روى عن أبيه، وعمّ أبيه زيد بن الخطاب، وأبي هريرة، ورافع بن خديج، وعائشة، وغيرهم، رضي الله عنهم.
روى عنه خلقٌ منهم: نافع مولى أبيه، عمرو بن دينار، والزهري، وحنظلة بن أبي سفيان، وصالح بن كيسان، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر العُمري.
كان إماما حجة جمع بين العلم والعمل، والزهد والشرف، أشبه الناس بأبيه دَلاًّ وسَمْتًا وهديًا، وكان أبوه مُعجَبًا به، وكان أحبّ أبنائه إليه، وكانوا يلومونه في حب سالم فيقول:
يلومونني في سالم وألومهم وجَلْدَةُ بين العين والأنف سالمُ
وقال مالك: لم يكن أحد في زمانه أشبه منه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد في العيش منه.
وقال عبد الله بن عبد العزيز العمري: كان سالم إذا خرج عطاؤه فإن كان عليه دَيْنٌ قضاه، ثم يُنِيل منه ويتصدق منه، ثم يحبس لعياله نفقتهم، ويُمسك على ما بقي للحج أو للعمرة.
وقال ابن أبي الزناد: كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ أمهات الأولاد، حتى نشأ فيهم القرّاء الغُرُّ السادة: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله بن عمر، ففاقوا أهل المدينة علمًا وتُقًى وعبادةً وورعًا؛ فرغب الناس حينئذ في السراري.
وذكره ابن المبارك وغيرُه من الفقهاء السبعة الذين كان أهل المدينة يصدرون عن رأيهم.
وكان من أحفظ الناس وأثبتهم وأتقنهم، حتى قال الإمامان أحمد وإسحاق: أصح الأسانيد: الزهري، عن سالم، عن أبيه.
مات سنة ست ومئة، رحمه الله تعالى.
ترجمته في المعرفة والتاريخ 1/554-556، وتهذيب الكمال 3/95-97، ومختصر طبقات علماء الحديث 1/156-157