• 2 كانون الأول 2017
  • 6,217

حسن اختيار شريك الحياة

كتبه : د. سامية منيسي

للأسرة في الإسلام قدسيتها ومكانتها وأهميتها، حيث إنها الخلية الأولى للمجتمع بأسره، فإن صلح الأب والأم صلحت الأسرة وصلح المجتمع كله، وإن فسد الأب والأم فسدت الأسرة وتشتت شملها وانهارت وفسد المجتمع بأكمله وتعرَّض لتيارات عديدة قد تؤدي إلى انهياره[1].

 فعندما تبلغ المرأة (الفتاة) سن الزواج عليها أن تختار شريك حياتها بما يناسب مستواها الاجتماعي أولاً ثم المستوى العلمي.. إلا أنه يأتي في مقدمة هذا وذاك الالتزام بالدين والخلق فهو الأساس الأول لمكانة أي إنسان ذكرًا كان أم أنثى.

 فقد نزلت آيات بينات عديدة، في هذا المضمار تحث على الالتزام بالطهارة والخشوع، والالتزام بتعاليم الإسلام، والبعد عن الموبقات، فإن اختارت المرأة زوجها ممن لهم هذه الصفات العالية المستوى كان عليها أمينا ولحدود الله حافظًا ملتزمًا.

 يقول الله تعالى في سورة المؤمنون: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11].

 كما وصف الله تعالى عباده المختارين المصطفين (وهم عباد الرحمن) الذين وضع فيهم المثل العليا التي يحتذى بها عند المؤمنين، وكذا جزاؤهم الذي سوف يلقونه من الله تعالى بقوله: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا *وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا * وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [الفرقان: 63 - 76].

 فالإنسان ذو الخلق والدين هو الذي ينبغي على المرأة أن تحرص على اختياره كزوج، وقيّم، وأمين عليها وعلى أولادها وأسرتها. فقد وردت آيات الله البينات كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحث على الزواج من صاحب الدين والخلق. ومن مظاهر الخلق والدين التزام المساجد وانتظار الصلاة بكل شغف وحب وترحاب، وأداء الزكاة على وجهها الأكمل.

 يقول تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].

 كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن هذه الآية أنه قال: ((إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان))[2].

وأيضًا مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [التوبة: 18].

 كما روى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم إذا دخل المسجد، كان في صلاة وكانت الصلاة تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم مادام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم اغفر له. اللهم ارحمه. اللهم تب عليه، مالم يحدث فيه. ولم يؤذ فيه))[3].

 كذلك روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم))[4].

 وعن أهمية حرص الرجل والمرأة على الصلاة حيث إنها أمانة لا تسقط إلا بأداء العبد لها قال تعالى:

﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238].

 والحفاظ على الصلاة يدل على أمانة العبد، فإذا حرص على أن يؤدي أمانته تجاه الله تعالى، أدى بالتالي أمانته تجاه خلقه. وصلاة العصر هي الصلاة الوسطى لمزيد فضلها ولكون وقتها أثناء الأشغال لعامة الناس بخلاف سائر الصلوات التي لها فراغ إما قبلها أو بعدها؛ ولذلك توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فقال: ((من فاته صلاة العصر فإنما وتر أهله وماله)) أي فقدهما، ومعنى (وقوموا لله قانتين) أي مطيعين، خاشعين[5].

 وعن عبد الله بن فضالة، عن أبيه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما علمني ((وحافظ على الصلوات الخمس)) قال: قلت: إن هذه ساعات لي فيها أشغال فمرني بأمر جامع إذا أنا فعلته أجزأ عني، فقال: ((حافظ على العصرين)) وما كانت من لغتنا، فقلت: وما العصران؟ فقال: ((صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروبها))[6].

 لذلك قال تعالى: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78].

 لذلك كان العصران هما صلاة الفجر وصلاة العصر لأن فيهما مشقة على الإنسان دون بقية الصلوات. فالأول يفزع فيها الإنسان من نومه لأدائها لله تعالى يقول تعالى: ﴿ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾ [السجدة: 16].

 والثانية تكون وقت انشغال الإنسان في حياته العامة وعمله فإن حرص على كلتيهما حرص على باقي الصلوات وكانت أخف عليه في أدائها. ﴿ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ أي تتنحى عن الفراش للعبادة[7].

 لذلك كان من الأحاديث المتفق عليها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد. يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإذا استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة. فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان))، متفق عليه.

 وفي سنن أبي داود عن سعيد بن المسيب: إن أبا قتادة بن ربعي أخبره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: إني فرضت على أمتك خمس صلوات وعهدت عندي عهدًا أنه من جاء يحافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة، ومن لم يحافظ عليهن فلا عهد له عندي ))[8].

 كما روى عن أم فروة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: ((الصلاة في أول وقتها))[9].

 لذلك كان الرجل الذي يلتزم بأداء الصلاة في وقتها ويحافظ عليها هو الرجل الذي تحرص المرأة على الزواج منه.

 هذا وقد حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزواج لأنه حصن للشباب وللإنسان بصفة عامة قال صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فإن الصوم له وجاء))[10]. وهذا الحديث يقرِّب الزواج إلى الوجوب.

 وقال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه: ((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض))[11]. فعلى المرأة أن تلتزم بتعاليم الإسلام وأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين في هذا المضمار وعليها أن تختار لنفسها ذا الخلق والدين.

 وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم لصالح الأسرة والزوج والأبناء باختيار المرأة الصالحة.

كما أمر باختيار الرجل الصالح. فعلى الرجل أيضًا أن يحسن الاختيار، فالمرأة ستكون أمينة عليه وعلى بيته وأبنائه وهي المعلم الأول لهؤلاء الأبناء الذين يحملون اسمه وأيضًا عليها الاختيار لما يناسبها خلقًا ومكانا وعلمًا.

 لذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)).

وفي حديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تخيروا لنطفكم، أنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم))[12].

 كما روى أبو هريرة رضي الله عنه حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تنكح المرأة لأربع؛ لجمالها ولمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)) كما روى الحديث عن جابر بن عبدالله أيضًا[13].

 هذا وينبغي استئذان المرأة في الزواج حيث منح الإسلام لها الحرية المطلقة في قبول زواجها أو رفضه. فكان سكوت البكر هو علامة قبولها للزواج. أما الثيب - أي من سبق لها الزواج - فينبغي أن تعلن قبولها أو رفضها صراحة لهذا الزواج. أما إذا رفضت البكر زواجها فلا ترغم على ذلك. فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

((لا تنكح الأيم حتى تُستأمر ولا تنكح البكر حتى تُستأذن)) قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: ((أن تسكت))[14].

 لذلك يجب أن ترضى المرأة بكرًا كانت أم ثيبًا عن زواجها سواء بالنطق أم بالإشارة أو السكوت حسب حالتها.

 وقد كانت المرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أحد أوليائها أن يزوجها رغما عنها، فزعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لينصفها. ومن أولئك النسوة (الخنساء بنت خدام الأنصارية) وكانت أيمًا[15] حيث استشهد زوجها أنيس بن قتادة الأنصاري في غزوة أحد، فزوجها أبوها من رجل لا ترغبه. فرد النبي صلى الله عليه وسلم زواجها وجعل أمرها بيدها، فتزوجت من أبي لبابة بن المنذر[16].

 كذلك قدمت زينب بنت عثمان بن مظعون القرشية على النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبرته أن عمها قدامة بن مظعون زوّجها من ابن أخته زينب بنت مظعون، وهو أيضا ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأنها كارهة لهذا الزواج. فرد النبي صلى الله عليه وسلم زواجها فتزوجت من المغيرة بن شعبة، وبذلك اختارت من ترضاه زوجًا لها، وأيَّدها النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك[17].

 فاختيار الشريك المناسب دي الخلق والدين يحفظ المرأة من شرور ومخاطر كثيرة؛ فهو يحفظها ويحميها ويظلل عليها، ويراعي الله تعالى في معاملتها. فهو القيم عليها؛ ينفق عليها دون تقصير، ويحميها من تبعات الزمن، ويكرمها. فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم)) لا يقبح ولا يضرب الوجه، يطعمها مما يطعم ويكسوها إذا اكتسى، يعينها على أداء دينها ودنياها كما أراد الله تعالى لها.

 فقد روى عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا علينا؟ قال: ((أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت (أو اكتسبت) ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت))[18].

 حتى إذا كرهها لم يظلمها، فقد ورد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خياركم خياركم لنسائهم))[19].

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقًا))[20].

 كما ورد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم خيركم لأهله. وأنا خيركم لأهلي))[21].

فالرجل الذي يؤدي حق الله عليه كاملاً من الشهادة بالوحدانية سرًّا وعلنًا، والإيمان برسل الله تعالى وخاتم النبيين، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأداء الحج إن استطاع إليه سبيلا، والجهاد في سبيل الله إذا دعا داعي الجهاد، وأن يتحرى المطعم الحلال، والملبس الحلال، والسكن الحلال، ويراعي الله في كل تصرفاته - هو الرجل الذي ينبغي على المرأة أن تحرص على اختياره والزواج منه، فهو قيم عليها وعلى أولادهما، وهي المسؤولة عنه وعن أولادهما، فهم أمانة في عنقه وعنقها.

 لذا كان اختيار الرجل ذي الخلق والدين هو أعلى ما تتمناه المرأة في حياتها الدنيا وذلك حتى لا يرغمها على فسوق أو فساد أو فتنة تبعدها عن الدين ومكارم الأخلاق.

 إلا أنه ينبغي على المرأة أن تدرك إدراكًا جيدًا أنه لا نكاح إلا بولي، وهذا تكريم للمرأة المسلمة يحفظ لها كرامتها. فقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة لم ينكحها الولي فنكاحها باطل فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها فإن اشتجروا فالسلطان وليّ من لا وليّ له))[22].

 وهذا لا يمنع المرأة من أن تطلب الزواج من الرجل الصالح، ولكن بولي فإن هذا تكريم للمرأة لا يغضّ من قدرها، وإنما هو يحفظ كرامتها، ولقدسية الزواج وحفظه من العبث وتقديرًا للأسرة المسلمة[23].

 وهذا كان معيار اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لأزواج بناته رضي الله عنهن فقد تزوجت زينب -وهي ابنته الكبرى - من أكرم رجال قريش أمانة وخلقًا وهو أبو العاص بن الربيع، وكان ذلك قبل الإسلام ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه. كما اختار عثمان ابن عفان رضي الله عنه لابنته رقية ثم من بعدها لأم كلثوم، وسمي ذا النورين، ومن حسن خلقه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد وفاة ابنته أم كلثوم: ((لو عندي ثالثة لزوجتها له)) كذلك اختيار ربيبه وابن عمه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لابنته فاطمة رغم أنه كان فقيرًا ولكنه كان أكثر الشباب فقهًا وعلمًا كما أنه ربيب بيت النبوة.

 هذا وقد كانت المرأة في صدر الإسلام تملك من الحصافة ما يؤهلها أن تتبوأ الصدارة في الحرص على اختيار شريك حياتها من ذوي الخلق والدين.

 من ذلك أنه عندما حرّم الله تعالى الكافرين على المؤمنات، ولم يسلم زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبو العاص بن الربيع ابن خالتها هالة بنت خويلد، وكان من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة وتجارة، وكان كفار أهل قريش قد حاولوا معه ليطلّق زينب ويزوجوه من يشاء من نساء قريش إلا أنه رفض رفضًا باتًّا لحبه لها، ولكنه ظل على دين آبائه، وكانت زينب قد أسلمت مع أمها وأخواتها ولكنها لم تهاجر بعد إلى المدينة وبقيت مع زوجها وأولادها منه. ثم حدثت غزوة بدر التي اشترك فيها أبو العاص وأسر، وأرسلت زينب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلادتها لفك أسيرها - وكانت قد أهدتها لها أمها خديجة رضي الله عنها، فرقّ النبي صلى الله عليه وسلم، لها رقة شديدة وأطلق أسيرها إلا أنه اشترط عليه أن يبعث زينب إليه. ثم هاجرت زينب إلى المدينة وظل زوجها بمكة حتى وقع أسيرًا في يد المسلمين حين اعترضوا عير قريش في العام السادس من الهجرة. فبعث أبو العاص إلى زينب يستجير بها، فأجارته، فأجاره النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه أخبرها أنها لا تحل له - لأنه لم يكن قد أسلم بعد - ثم رد عليه ماله - وحينئذ عاد أبو العاص إلى مكة وردَّ على قريش عيرهم وأموالهم ثم عاد إلى المدينة وأعلن إسلامه للنبي صلى الله عليه وسلم فردَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته زينب، وبذلك جمعت زينب لين الخلق والدين في اختيار زوجها وصبرت عليه حتى أسلم[24].

 ومن ذلك أيضًا أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك، وكان زوجها مالك قد رفض الدخول في الإسلام بينما أسلمت هي ولقّنت ابنها أنس الإسلام. ثم تركها زوجها ومات بعد ذلك. فتقدم أبو طلحة لها ليتزوجها، وكان من أكثر أهل المدينة مالاً من نخل يملكه فقالت له: والله ما مثلك يا أبا طلحة يُرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة ولا يحل لي أن أتزوجك فإن تسلم فذاك مهري ولا أسألك غيره. فأسلم أبو طلحة فكان ذلك مهرها. وقال ثابت البناني: فما سمعت بامرأة قط كانت أكرم من أم سليم[25].

 وكان أبو طلحة رجلا ذا خلق رفيع، وبذلك أحسنت أم سليم اختيار زوجها فجمعت بين الخلق والدين، وأصبح أبو طلحة من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وله دور كبير في البذل والسخاء والبطولة في سبيل الله ونشر الدين.

 كما ورد عن فاطمة بنت قيس، وكانت من القرشيات والمهاجرات الأول، وذات جمال وكمال وعقل راجح أنها استشارت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث روته قائلة: فلما تأيمت خطبني عبد الرحمن بن عوف، في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامة بن زيد، وكنت قد حُدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحبني فليحب أسامة)). فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: أمري بيدك فأنكحني من شئت. وفي رواية أخرى... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حللت فآذنيني)) - أي أعلميني- فآذنته، فخطبها معاوية وأبو جهم وأسامة بن زيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما معاوية فرجل ترب - أي فقير لا مال له، وأما أبو جهم فرجل ضراب للنساء ولكن أسامة بن زيد)). فقالت بيدها هكذا: أسامة أسامة؟!![26]. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طاعة الله وطاعة رسوله خير لك)).

 قالت: فتزوجته فاغتبطت - وفي رواية أخرى.. فتزوجته فشرفني الله بابن زيد وكرمني الله بابن زيد - وفي رواية ثالثة - فنكحته فجعل الله فيه خيرًا واغتبطت به27]. وبذلك جمعت في زواجها من أسامة، زوجًا يمتاز بالخلق والدين.

 فاختيار الشريك للزواج يجب أن يتم بعد استئذان المرأة ورضائها عن الزواج تمامًا، وأن يكون هذا الزواج بولي، وأن يكون مكافئًا لها، وأن يكون ذا خلق ودين. أما عن استئذان المرأة ورضائها عن هذا الزواج فقد أمر به الإسلام، وأما إذا كرهت أو رفضت هذا الزواج فلا ترغم على ذلك فقد ذكر أن جميـــلة بنت عبد الله بن أبي الخزرجية الأنصارية كانت متزوجة من ثابت بن قيس بن شماس بعد أن استشهد زوجها حنظلة بن أبي عامر (غسيل الملائكة) يوم أحد. فأنجبت لثابت بن قيس محمدًا إلا أنها كرهته، فنشزت عليه، فأرسل لها النبي صلى الله عليه وسلم يسألها فقال لها: ((ما كرهت من ثابت؟)) فقالت: والله ما كرهت منه شيئًا إلا دمامته. فقال لها: ((أتردين عليه حديقته؟)) قالت نعم - وكان قد أعطاها حديقة - ففرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما. قال ابن عباس إنه كان أول خلع في الإسلام[28].

 ومن أمثلة اختيار الشريك ذي الخلق والدين، ما حدث أيضًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم قد زوج امرأة على مهر هو تعليمها شيئا من القرآن الكريم. فقد ورد حديث لسهل بن سعد الساعدي أن امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعَّد إليها نظره وصوَّبه، ثم طأطأ رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست. فقام رجل من أصحابه، فقال يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها. فقال: ((هل عندك من شيء)) فقال: لا والله يا رسول الله. قال: ((اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئًا)). فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله ما وجدت شيئًا. قال: ((انظر ولو خاتما من حديد)) فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتمًا من حديد، ولكن هذا إزاري (قال سهل ما له رداء) فلها نصفه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تصنع بإزارك؟ إن لبسَتْه لم يكن عليها من شيء، وإن لبسْتَه لم يكن عليك شيء)) فجلس الرجل حتى طال مجلسه. ثم قام، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليًا فأمر به فدعى، فلما جاء قال: ((ماذا معك من القرآن؟)) قال: معي سورة كذا وسورة كذا، عدها، قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلب)) قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن))[29].

وقد يكون المهر نواة من ذهب، ولكن صاحبه ذو خلق ودين[30].

 هذا وقد روى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أعظم نكاح بركة أيسره مؤنة[31].

 هذا وقد يعترض البعض على عرض المرأة نفسها على من ترضى ما روى عن أنس أن امرأة عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم قائلة له: يا رسول الله ألك فيّ حاجة فضحكت ابنة أنس - وكانت حاضرة الموقف فقالت: ما كان أقل حياءها! فقال أنس: هي خير منك عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم[32]. إلا أنه ليس هناك رجل في الدنيا مثل محمد صلى الله عليه وسلم من يكافئه منزلة ومقامًا رفيعًا ومكانة[33].



[1] انظر: المرأة في الإسلام (دراسة مقارنة) للدكتورة سامية منيسي ص15.

[2] أورده الترمذي والحاكم. وانظر أيضًا تفسير السيوطي عند هذه الآية في تفسير وبيان مفردات القرآن ص189. وانظر أيضًا: سنن ابن ماجه كتاب المساجد والجماعات. باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة (حديث رقم 802).

[3] سنن ابن ماجه كتاب المساجد باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة (حديث رقم 799).

[4] سنن ابن ماجه كتاب المساجد. باب يوم المساجد وانتظار الصلاة (حديث رقم 800).

[5] انظر تفسير السيوطي عند هذه الآية ص39.

[6] سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب في المحافظة على وقت الصلوات (حديث رقم 428).

[7] انظر تفسير السيوطي عند هذه الآية ص416.

[8] سنن أبي داود، كتاب الصلاة باب في المحافظة على وقت الصلوات (حديث رقم 430).

[9] سنن أبي داود، كتاب الصلاة باب في المحافظة على وقت الصلوات (حديث رقم 426).

[10] متفق عليه (وقد أورده الشيخان البخاري ومسلم: البخاري في كتاب النكاح 67 باب من استطاع منكم الباءة فليتزوج 2. ومسلم في كتاب النكاح 16. باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه) حديث رقم 884.

[11] انظر: سنن الترمذي، كتاب النكاح رقم 9، باب إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه رقم 3 حديث رقم (1084) ج3 ص385 كما أخرجه ابن ماجه في كتاب النكاح 9، باب الأكفاء 46، حديث رقم (1967).

[12] سنن أبي ماجه - كتاب النكاح - باب الأكفاء.

[13] البخاري. كتاب النكاح 67 - باب الأكفاء في الدين، 16 حديث رقم 5090 مج3 مج6 ص445 ومسلم كتاب الرضاع. باب استحباب نكاح ذات الدين، ومختصر صحيح مسلم، كتاب الرضاع 17 باب 7 استحباب نكاح ذات الدين ونكاح البكر حديث رقم 1466، رقم 715 مج1 ص533، والترمذي. كتاب النكاح، باب ما جاء أن المرأة تنكح على ثلاث خصال. وأبو داود. كتاب النكاح. باب ما يؤتمر من تزويج ذات الدين.

[14] أخرجه البخاري في كتاب النكاح 67، باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها 42 حديث رقم 5136 مج3 ج6 ص460، مسلم في كتاب النكاح باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت، ومختصر صحيح مسلم، كتاب النكاح 16، باب الوفاء بالشروط في النكاح واستئذان الثيب 6 حديث رقم 1419 مج1 ص 510 .

[15] الأيم من لا زوج له بسبب طلاق أو موت، والرجل أيم والمرأة أيم.

[16] موطأ مالك. كتاب النكاح. باب جامع ما لا يجوز من النكاح – والبخاري - كتاب النكاح67. باب إذا زوج ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود 43 حديث رقم 5138 مج3 ج6 ص460. وطبقات ابن سعد ح. ص 334 - 335، الاستيعاب لابن عبد البر جـ 4 ص 287، والإصابة لابن حجر ح 4، ص 279، وأسد الغابة لابن الأثير مج7 ص88 وانظر أيضًا كتاب: الأنصاريات من الصحابيات ص113، وكتاب: المرأة في الإسلام دراسة مقارنة) ص119.

[17] انظر: طبقات ابن سعد ح 8 ص 197، الإصابة ح 4 ص 311، وأيضًا: المرأة في الإسلام دراسة مقارنة، وكتاب أمهات المؤمنين والقرشيات ص 185.

[18] سنن أبي داود: كتاب النكاح، باب في حق المرأة على زوجها حديث رقم (2142). وقال أبو داود: (ولا تقبح) أي أن تقول (قبحك الله).

[19] انظر: سنن ابن ماجه: كتاب النكاح، باب حسن معاشرة النساء (حديث رقم 1978).

[20] انظر: سنن الترمذي، كتاب الرضاع 10، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها رقم 11 حديث رقم 1162 ج3 ص457، طبعة دار الحديث بالقاهرة. وقال أبو عيسى: حديث أبي هريرة هذا، حديث حسن صحيح.

[21] انظر: سنن ابن ماجه: كتاب النكاح، باب حسن معاشرة النساء (حديث رقم 1977).

[22] سنن ابن ماجه: كتاب النكاح 9، باب لا نكاح إلا بولي 15 حديث رقم (1879) ج1 ص605، طبعة دار الحديث بالقاهرة، وسنن أبي داود، كتاب النكاح، باب في الولي، حديث رقم (2083) بمعناه ج2 ص 565 - 566.

[23] انظر المرأة وتنظيم الأسرة في الإسلام للمؤلفة ط دار الفكر العربي. القاهرة، ص 19.

[24] انظر: ترجمة زينب في: طبقات ابن سعد ح8 ص 20 - 24، ابن هشام: السيرة جـ1 ص206، جـ2 ص297 -299، جـ 302 - 304، مصعب الزبيري: نسب قريش جـ1 ص22، جـ5 ص 157 - 158، جـ6 ص 219، وأسد الغابة لابن الأثير مج7 ص 130 - 131، ابن حجر: الإصابة جـ4 ص306، وانظر أيضًا للمؤلفة كتاب أمهات المؤمنين والقرشيات ص 188 - 190، وكتاب نساء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. القاهرة، دار الفكر العربي، 1977. ص 13 - 16.

[25] انظر: صحيح سنن النسائي: كتاب النكاح - باب التزوج في الإسلام، (حديث رقم 3133).

[26] وتأيمت: أي فارقت زوجها وكانت متزوجة من أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله المخزومي فطلقها طلاقًا بائنا وهو غائب (والأيم هي من فارقت زوجها بطلاق أو موت). فقالت بيدها هكذا: أي أشارت بيدها إشارة تفيد كراهيتها الزواج من أسامة ولعل ذلك لأنها قرشية وهو من الموالي.

[27] انظر: طبقات ابن سعد حـ8 ص 200 - 202، الإصابة جـ4 ص373، أسد الغابة مج7 ص 230، الاستيعاب جـ4 ص371، الأحكام لابن حزم مج 2 ص 89 - 90، جمهرة أنساب العرب ص178، وصحيح مسلم: كتاب الطلاق، باب المطلقة ثلاثًا لا نفقة لها كتاب الطلاق 18 ومختصر صحيح مسلم باب المطلقة لا نفقة - لها 4 حديث رقم (1480) مج1 ص546، وصحيح البخاري كتاب الطلاق 68، باب قصة فاطمة بنت قيس، رقم 41 حديث رقم 5321، 5322، 5323، 5325، 5327 مج3 ج6 ص 521 - 522 وتحرير المرأة في عصر الرسالة لعبد الحليم أبو شقة ص 257 - 259 وأمهات المؤمنين والقرشيات للمؤلفة ص 243 - 244.

[28] طبقات ابن سعد جـ8 ص279، الاستيعاب جـ4 ص 256 - 257، أسد الغابة مجـ7 ص 51 - 54، الإصابة جـ4 ص 253 - 245. وأيضًا الأنصاريات من الصحابيات لسامية منيسي ص 94 - 95.

[29] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن 66، باب القراءة عن ظهر قلب باب 22 حديث رقم 5030 مج3 ج6 ص428. ومسلم في كتاب النكاح، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد وغير ذلك ...، ومختصر صحيح مسلم كتاب النكاح 16 باب 8 أقل الصداق وأكثره .. حديث رقم (1425) مج1 ص512، وأيضًا اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان ج2 ص94، كتاب النكاح 16 باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد حديث رقم (898).. وموطأ مالك كتاب النكاح، باب في الصداق والحياء. وانظر أيضًا: كتاب المرأة في الإسلام دراسة مقارنة ص122.

[30] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن 66، باب القراءة عن ظهر قلب باب 22 حديث رقم 5030 مج3 ج6 ص428. ومسلم في كتاب النكاح، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد وغير ذلك ...، ومختصر صحيح مسلم كتاب النكاح 16 باب 8 أقل الصداق وأكثره .. حديث رقم (1425) مج1 ص512، وأيضًا اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان ج2 ص94، كتاب النكاح 16 باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد حديث رقم (898).. وموطأ مالك كتاب النكاح، باب في الصداق والحياء. وانظر أيضًا: كتاب المرأة في الإسلام دراسة مقارنة ص122.

[31] انظر مسند الإمام أحمد ، وابن قيم الجوزية، زاد المعاد ج4 ص29، المرأة في الإسلام دراسة مقارنة ص123.

[32] انظر: سنن النسائي. كتاب النكاح - باب عرض المرأة نفسها على من ترضى.

[33] المؤلفة.

مقالات ذات صلة :